مَــتى يدرك العقل ما يريده القلب؟..
حــين يُـدرك العَقل ما يريده القلب من خِــلال حواسه والتي تَفتح
نوافذ العَـقل للروح كَـي تدرك أنَّها في حَـقيقة !..أو هِـي تتوهم !..
فتُرتَب الحقائق وتُعيد ترتيبها من خلال المحسوس والمرئي والمسموع !..
لكن هَــل..
تبقى الحاسة السادسة لها وجودها؟...
وهَـل يمكن إعتبارها من المَحسوسات !.. فالعقل يدرك ما قَــديُدركه
القلب ،وقَـد يفشل في أن يُـدرك العاطفة التي انطوت عليها تِـــــــلك
المضغة....
أحيانا يحتفظ بصلات وارتباطات ،ويحتفظ بما نُــــــريد في جعبة
الذكريات لنعود إليها حين نريدذلك!...
أو حين يُـــريد أن يتذكرها ،فيشعُر القلب بحنينها كأنَّها حدثت الساعة
كالطفل حين نكسِبه الخبرات ونطَّلع على ما اكتسبه فنجده قد اختزن
الكثير...
واذا تأملنا في الحَياة وفكَّرنا بعلاقاتنا مع الآخرين قد نَستنج السلبيات
والإيجابيات فنجد دائماً أننا قد ننتفع بما انتفعنا في كلتا الحالتين سلباً أم
إيجاباً....
وأهم مايحِبه العقل ويعترف فيه القلب الخبر الصادق الذي قد نسمعه ممن
نُحب !...أ و أن نرى بالبصر والبصيرة رؤى قد تَــجعلنا نتيقَّن أن
ما يُدركه العقل قد أدركه...
فنُحب ما يُحب ونكره ما يَـكره وإن حدث تناقض ما بين العَــقل والقلب
وقَــعت الشكوك ونَــزلت النفس في حيرة من أمرها من القلب والعقل
تلك العضلة الصنوبرية الموجودة في الصدروالتي تدفع الدم الىالجسم
وكأنَّه قِطعة حُب تُعطي الخير لذاك العقل الثقيل!...
الذي يتركنا أحيانا في حــيرة من أمره فكما يقول الغزالي :"لطيفة ربانية
روحية، لها بالقلب الجسماني تعلق وتلك اللطيفة هي حقيقةالأنسان وهو
المخاطب والمطالب والمعاقب والمعاتب"
لكن يبقىلقلبي تساؤوله !..وهو من يَـرفض دائما للعقل التدخل في شؤونه
متى ستتسعد دائرة أفكارنا؟... ومتى نحافظ على السمع واللمس والبصر؟؟..
ومتى تقع المسؤولية على العقل في ذلك ؟..
فكلما اقترن ذكر القلب في القرآن الكريم ذكِـر السمع والبصروكأن الحَواس
جزءٌ لا يتجزء من العَقل بل ومسؤولون عن الحَقائق التي يُـــــدركها العقل
ويشعر بها القلب....
فياأيها القلب كن مسؤولا عن عُقولنا وقف خلف مَشهد العين واستمع للأذن
كي تصل رسائلك للعقل صحيحة معافاة من الشوائب...